الرئيسية
الكيميائي أسامة مدني يكتب:
المستهلك.. كلمة السر لتحقيق الطفرة في عدد سيارات الغاز الطبيعي
لا تدخر الدولة جهدا في دعم انتشار سيارات الغاز الطبيعي على مدار 25 عام من خلال المبادرات الحكومية لتحويل وسائل النقل للعمل بالغاز الطبيعي ومبادرات تحويل سيارات التاكسي وعروض التمويل المختلفة التي تقدمها شركات قطاع البترول التي تقدم تكنولوجيا الغاز الطبيعي للسيارات بالتعاون مع البنوك لجميع فئات السيارات وبعروض تحقق استفادة قصوى للمستهلك. وحققت الدولة إنجازات كبيرة في قطاعات النقل العام والسيارات الحكومية ووسائل النقل الخفيف والتاكسي استحقت بجدارة التقدير والثناء من جميع المنظمات والهيئات العالمية المهتمة بشئون البيئة والطاقة.
ومؤخرا بدأت الأنظار تتجه للمستهلكين من ملاك السيارات الخاصة القطاع الأكثر عددا بواقع يزيد عن خمسة ملايين سيارة وبنسبة تزيد عن 50% من اجمالي السيارات المرخصة في مصر. لتقديم الغاز الطبيعي لهذا القطاع كوقود بديل كفؤ يساهم بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة بمحاورها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يقدم للمستهلك وقودا بديلا أرخص سعرا في ظل عدم استقرار أسعار النفط والمنتجات البترولية التي تعتمد نسبة كبيرة منها على الاستيراد.
وخلال دراسة استرشاديه تم اجراءها خلال برنامج الماجستير بجامعة إسلسكا الفرنسية بالقاهرة، تم تسليط الضوء على بعض الأسباب التاريخية مثل دعم الوقود التقليدي على مدار سنوات طويلة في الماضي مما أدى إلى تراخي المستهلكين في إيجاد وقود بديل مع توفر الوقود التقليدي بأسعار معقولة في متناول الجميع، والبعض الآخر لا يعاني من مشكلة نتيجة انخفاض معدل المسافات المقطوعة بالسيارة شهريا مما ساهم في عدم الجدوى المالية لعملية تحويل السيارة بالنسبة لتكلفة التحويل.
وقد تم اجراء لقاءات ونقاشات مع عدد 33 من المستهلكين المحتملين للغاز الطبيعي بالسيارات الخاصة بالاستعانة بقائمة من الأسئلة تم تنظيمها لتحفيز قدرتهم على الإفصاح عن آرائهم وتصوراتهم بحرية ومبنية على منهجية علمية تم استنباطها من مراجعة أدبيات علم التسويق فيما يتعلق بتصورات المستهلكين عن مخاطر منتج ما بمحاورها الخمسة المتمثلة في مخاوف تتعلق بالمال، مخاوف تتعلق بكفاءة المنتج الوظيفية، مخاوف فيزيائية، مخاوف اجتماعية، وأخيرا مخاوف سيكولوجية. وقد تم طرح الأسئلة خلال المقابلات باللغة العربية وتم تطويع صياغتها حسب الضرورة للتعبير عن فحوى السؤال بكلمات سهلة الفهم وفقا لمستوى دراية المستجيب ومستوى تعليمه.
وقد تبين أن تصورات المستهلكين المالية جاءت حقيقية وأعربت عن استعداد عدد كبير من عينة البحث لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي وتقبلهم لقيمة تكلفة التحويل ودرايتهم بسعر تقريبي لوحدة الغاز الطبيعي المضغوط ومدى الوفر المتحقق. في حين أن تصوراتهم عن المخاطر الوظيفية وأداء المركبات المحولة أعلى قليلا من المتوقع بسبب المساحة المستهلكة من السيارة بأسطوانة الغاز الطبيعي المضغوط، واستجابة السيارة المحولة للتسارع والمخاوف بشأن توافر محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي المضغوط على الطرق السريعة والضواحي البعيدة. وتصور بعض الشباب من جيل الألفية أن قيادته لسيارة تعمل بالغاز الطبيعي قد تؤثر على مكانته الاجتماعية ونظرة المجتمع له في حين أن الشرائح العمرية الأكبر لم تعير الأمر اهتماما واعتبرت أن سيارات الغاز الطبيعي تمثل فكر اقتصادي وبيئي جدير بالاحترام. والمثير للدهشة أن انتشار سيارات الغاز الطبيعي في مصر على مدار السنوات الماضية ساهم بشكل كبير في اعتدال تصورات المستهلكين للمخاطر الفيزيائية والمخاطر السيكولوجية علي عكس الأبحاث العلمية المنشورة في هذا الشأن.
وتلخيصا لما سبق نجد أن حالة مصر في استخدام الغاز الطبيعي كبديل موثوق للوقود هي تجربة غنية وجديرة بالثناء في قطاعات النقل العام وسيارة الأجرة وسيارات مرافق الدولة، ويبقي قطاع السيارات الخاصة القطاع الأهم والأكثر عددا الذي يعد في حاجة ماسة للمزيد من الجهود التسويقية باستخدام الإعلانات والميديا لتحفيز نية المستهلك في المضي في مراحل عملية الشراء وتصحيح بعض التصورات غير الحقيقية عن التكنولوجيا وتعليم جيل الشباب أهمية الاستهلاك الأخضر والاعتماد علي المنتجات الصديقة للبيئة وتشكيل الوعي بما يتناسب مع متطلبات الحياة علي كوكب الأرض.
ومطلوب أيضا تقديم بعض الحلول التكنولوجية المبتكرة من قبل مقدمي تكنولوجيا الغاز الطبيعي بالسيارات والأطراف المستفيدة لعلاج تصورات المستهلكين عن المخاطر الوظيفية المرتبطة بالمساحة المستهلكة من السيارة لأسطوانة الغاز الطبيعي، وعرض خطة قطاع البترول الطموحة في زيادة عدد محطات التموين بالغاز الطبيعي وإزالة التصورات المغلوطة للمخاطر غير الحقيقية عن تكنولوجيا الغاز الطبيعي بالسيارات.
المستهلك.. كلمة السر لتحقيق الطفرة في عدد سيارات الغاز الطبيعي
لا تدخر الدولة جهدا في دعم انتشار سيارات الغاز الطبيعي على مدار 25 عام من خلال المبادرات الحكومية لتحويل وسائل النقل للعمل بالغاز الطبيعي ومبادرات تحويل سيارات التاكسي وعروض التمويل المختلفة التي تقدمها شركات قطاع البترول التي تقدم تكنولوجيا الغاز الطبيعي للسيارات بالتعاون مع البنوك لجميع فئات السيارات وبعروض تحقق استفادة قصوى للمستهلك. وحققت الدولة إنجازات كبيرة في قطاعات النقل العام والسيارات الحكومية ووسائل النقل الخفيف والتاكسي استحقت بجدارة التقدير والثناء من جميع المنظمات والهيئات العالمية المهتمة بشئون البيئة والطاقة.
ومؤخرا بدأت الأنظار تتجه للمستهلكين من ملاك السيارات الخاصة القطاع الأكثر عددا بواقع يزيد عن خمسة ملايين سيارة وبنسبة تزيد عن 50% من اجمالي السيارات المرخصة في مصر. لتقديم الغاز الطبيعي لهذا القطاع كوقود بديل كفؤ يساهم بفاعلية في تحقيق التنمية المستدامة بمحاورها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يقدم للمستهلك وقودا بديلا أرخص سعرا في ظل عدم استقرار أسعار النفط والمنتجات البترولية التي تعتمد نسبة كبيرة منها على الاستيراد.
وخلال دراسة استرشاديه تم اجراءها خلال برنامج الماجستير بجامعة إسلسكا الفرنسية بالقاهرة، تم تسليط الضوء على بعض الأسباب التاريخية مثل دعم الوقود التقليدي على مدار سنوات طويلة في الماضي مما أدى إلى تراخي المستهلكين في إيجاد وقود بديل مع توفر الوقود التقليدي بأسعار معقولة في متناول الجميع، والبعض الآخر لا يعاني من مشكلة نتيجة انخفاض معدل المسافات المقطوعة بالسيارة شهريا مما ساهم في عدم الجدوى المالية لعملية تحويل السيارة بالنسبة لتكلفة التحويل.
وقد تم اجراء لقاءات ونقاشات مع عدد 33 من المستهلكين المحتملين للغاز الطبيعي بالسيارات الخاصة بالاستعانة بقائمة من الأسئلة تم تنظيمها لتحفيز قدرتهم على الإفصاح عن آرائهم وتصوراتهم بحرية ومبنية على منهجية علمية تم استنباطها من مراجعة أدبيات علم التسويق فيما يتعلق بتصورات المستهلكين عن مخاطر منتج ما بمحاورها الخمسة المتمثلة في مخاوف تتعلق بالمال، مخاوف تتعلق بكفاءة المنتج الوظيفية، مخاوف فيزيائية، مخاوف اجتماعية، وأخيرا مخاوف سيكولوجية. وقد تم طرح الأسئلة خلال المقابلات باللغة العربية وتم تطويع صياغتها حسب الضرورة للتعبير عن فحوى السؤال بكلمات سهلة الفهم وفقا لمستوى دراية المستجيب ومستوى تعليمه.
وقد تبين أن تصورات المستهلكين المالية جاءت حقيقية وأعربت عن استعداد عدد كبير من عينة البحث لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي وتقبلهم لقيمة تكلفة التحويل ودرايتهم بسعر تقريبي لوحدة الغاز الطبيعي المضغوط ومدى الوفر المتحقق. في حين أن تصوراتهم عن المخاطر الوظيفية وأداء المركبات المحولة أعلى قليلا من المتوقع بسبب المساحة المستهلكة من السيارة بأسطوانة الغاز الطبيعي المضغوط، واستجابة السيارة المحولة للتسارع والمخاوف بشأن توافر محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي المضغوط على الطرق السريعة والضواحي البعيدة. وتصور بعض الشباب من جيل الألفية أن قيادته لسيارة تعمل بالغاز الطبيعي قد تؤثر على مكانته الاجتماعية ونظرة المجتمع له في حين أن الشرائح العمرية الأكبر لم تعير الأمر اهتماما واعتبرت أن سيارات الغاز الطبيعي تمثل فكر اقتصادي وبيئي جدير بالاحترام. والمثير للدهشة أن انتشار سيارات الغاز الطبيعي في مصر على مدار السنوات الماضية ساهم بشكل كبير في اعتدال تصورات المستهلكين للمخاطر الفيزيائية والمخاطر السيكولوجية علي عكس الأبحاث العلمية المنشورة في هذا الشأن.
وتلخيصا لما سبق نجد أن حالة مصر في استخدام الغاز الطبيعي كبديل موثوق للوقود هي تجربة غنية وجديرة بالثناء في قطاعات النقل العام وسيارة الأجرة وسيارات مرافق الدولة، ويبقي قطاع السيارات الخاصة القطاع الأهم والأكثر عددا الذي يعد في حاجة ماسة للمزيد من الجهود التسويقية باستخدام الإعلانات والميديا لتحفيز نية المستهلك في المضي في مراحل عملية الشراء وتصحيح بعض التصورات غير الحقيقية عن التكنولوجيا وتعليم جيل الشباب أهمية الاستهلاك الأخضر والاعتماد علي المنتجات الصديقة للبيئة وتشكيل الوعي بما يتناسب مع متطلبات الحياة علي كوكب الأرض.
ومطلوب أيضا تقديم بعض الحلول التكنولوجية المبتكرة من قبل مقدمي تكنولوجيا الغاز الطبيعي بالسيارات والأطراف المستفيدة لعلاج تصورات المستهلكين عن المخاطر الوظيفية المرتبطة بالمساحة المستهلكة من السيارة لأسطوانة الغاز الطبيعي، وعرض خطة قطاع البترول الطموحة في زيادة عدد محطات التموين بالغاز الطبيعي وإزالة التصورات المغلوطة للمخاطر غير الحقيقية عن تكنولوجيا الغاز الطبيعي بالسيارات.
