افــعــلوا الـــخيـر
يقول سبحانه وتعالى فى سورة الحج الأية 77 " وأفعلوا الخير لعلكم تفلحون" يعنى ستفلحون إذا فعلتم الخير، فالخير والفلاح يتلازمان فى العمل، ومن أفعال الخير أن تكف الأذى عن أخيك أو أن تدله على الأفعال التى لا تسبب الأذى وليس فيها خطورة أو ضرر على المجتمع أو البيئة. فهل التوعية بمخاطر المهنة وحماية الناس من حوادث وأصابات العمل من أعمال الخير ؟
البعض سيرد بالإيجاب على هذا التساؤل، والبعض سينظر إلى الموضوع بشك وارتياب خاصة مع ضغط الإنتاج وإجراءات التفتيش والمراجعة التى تركز على المستندات لأستكمال متطلبات النظام.
ففى تلك الظروف قد تضطر الشركة بدافع السرعة إلى دهان الأرضيات بمذيبات سامة والتخلص من بقايا الدهان فى الصرف الصحى، ويشجعها فى ذلك عدم توفير البدائل وضعف أنظمة التفتيش الخارجية، وقد تتوقف أجهزة شفط الهواء لعدم توفير قطع الغيار المستوردة أو لسوء الصيانة، وقد تحجب المعلومات عن خطورة الكيماويات لعدم ورودها من المورد الأجنبي. ولا يعنى ذلك أن شركتك قد أسقطت موضوعات السلامة من أجندتها، ولكنها فى مرحلة عدم الاتزان، أنها تتأرجح بين الواقع والمأمول وعلينا أن نساعدها لإعادة توازنها، لنعيد لها الثقة فيما طرحته من سياسات، لأننا المستفيدين من طرق الخير الذى نرجوه لها.
فكل منا يتعرض للأذى فى حالة وقوع حادث، كل منا يتعرض للألم عند الأصابة، ونحن نعرف جميعاً أن الخطأ عندما يقع لا يختار مكانه أو زمانه أو ضحاياه ، وعلينا أن نتعاون جميعاً لتجنب وقوعه والوقاية منه.
وإليك بعض الطرق التى يمكن أن يشارك فيها العامل لإعادة هذا التوازن إلى شركته، ليتحقق قوله تعالى: " افعلوا الخير لعلكم تفلحون".
1- لا تنتظر حتى تتعاظم المشكلة، بلغ عنها وهى فى البداية، فإذا وجد وسائل الوقاية معطلة أو مرفوعة عن الماكينات أو لاحظت ما يسبب الانزلاق فلا تنتظر حتى تقع الحادثة. بلغ عنها فإن بلاغك سيمنح الملاحظ فرصة التعامل مع المشكلة مبكراً، وسيساعده هذا فى التخطيط مبكراً للقضاء عليها.
2- لا تندفع فى عواطفك أو فى اتهامك للآخرين. فليس هناك من يرغب فى إيذاءك متعمداً، وقد تكون أنت بشكل أو بأخر مشارك فى وقوع هذا الخطأ، وقد لا يكون لدى الملاحظ أى فكرة عن المشكلة.
3- كن مستعداً فى تقييم الموقف، سواء كانت المشكلة بسيطة أم معقدة. لا تتهرب من الموقف، ولا تبالغ أو تهون فيه. وإذا كنت لا تعلم فلا تفتى بدون علم، وتأكد أن الهدف هو حل المشكلة وليس إلقاء اللوم على الآخرين.
4- أعرض مقترحاتك لتصحيح الأوضاع غير الآمنه، فالفكر الجماعى أفضل من الفكر الفردى، وتقبل مقترحات الآخرين بصدر رحب وايجابية.
5- وأخيراً إلتزم بالإجراءات التصحيحية ومواعيدها للقضاء على المشكلة، فالهدف من المواعيد هو الالتزام بالتنفيذ، فإذا لاحظت أن الملاحظ لم يلتزم بالمطلوب. ذكره وتابع معه الموقف.
أننــا جميعاً بشر قد تثقلنا الواجبات والمسئوليات، فننسى بعضها أو تتأخر الأوليات، وما يظنه البعض أنه أهمال فى إجراءات السلامة هو فقط تأجيل وليس إلغاء، والهدف من إجتماعات السلامة الأسبوعية هو إعادة ترتيب احتياجات العمل لتكون دائماً متوافقة مع سياسة الشركة وأهداف سلامة العمال.
الخوف من الفشل الخوف من الفشل هو سبب الفشل فحين يكون المرء قلقا أكثر من اللآزم من سكب فنجان القهوة، تبدأ يده فى الارتعاش فيسكب القهوة. ( خلاصات-256 ) |