لماذا يخالفون تعليمات السلامة ؟
لدى كل مشرف ومدرب سلامة خبرات محبطة أثناء تعليم شخص ما مهارة أو فكرة جديدة ، خاصة إذا ما كان هذا الشخص غير قادر أو غير راغب فى التعلم ، وقد يحاول المدرب أو الملاحظ تطبيق طرق التدريب بصبر وبطريقة صحيحة مرات ومرات ، إلا أنه لا يحرز أى تقدم مع الدارس ، فى هذه الحالات يتأكد المدرب أن الشخص إما يفتقد القدرة أو الذكاء اللآزم لإلتقاط الأفكار التى تقدم له، أو يكون الشخص ببساطة غير راغب فى التعلم ، فإذا ما كان الشخص غير قادر على إذا كان المتعلم غير راغب فى التعلم ، أو أنه يعرف الإجراء الآمن لكنه لا يطبقه ، فإن من واجب المشرف أو المدرب أن يخضع الفرد للنصح والإرشاد وأن يعرف لماذا يرفض الفرد التعلم . فقد يكون لدى هذا الشخص إتجاه سلبى تجاه السلامة والصحة المهنية ، أو أنه ذو روح غير متعاونة أو أنه يرفض إتباع تعلم إجراء معين للسلامة ، فإنه لا يجب أن يسمح له بأداء المهمة ، ويجب تدريب شخص آخر . أما تعليمات السلامة لأنه يعتقد إنها تعليمات غبية ولا ضرورة لها . وتحت تأثير تلك الأفكار يصبح تكرار التعليمات لهؤلاء الأفراد غير مُجد ، ويكون من الضرورى إجراء مقابلة إرشادية مع الشخص .
ويعتمد أسلوب المقابلة الإرشادية مع العامل على نضج مشاعره وعلى طبيعة المشكلة ، وعندما يكون الشخص ناضجا لدرجة مقبولة وغير متورط فى مخالفات جسيمة ، فإنه يجب – عادة – أن يستجيب للإرشاد والنصح ، ولقد حققت هذه الجلسات الكثير من النجاح وأقنعت الكثير من العمال بإتباع قواعد السلامة بعيدا عن التخويف والإرهاب .
المقاومة والمخالفات الجسيمة :
إذا ما خالف العامل التعليمات متعمدا ، وأصر على نفس السلوك غير الآمن ، أو تصرف بإهمال تجاه المخاطر الجسيمة ، فإن أُسلوب النصح والإرشاد ، يجب أن يكون مباشرا معه ، ويجب على الملاحظ أن يخبر العامل بوضوح وبدون إلتواء ، أن قواعد السلامة لا تسامح فيها ، وأنه لن يسمح له بتكرار هذه المخالفة مرة أخرى ، وأن تكرار مخالفة قواعد السلامة سيعرضه للفصل من الشركة ( تطبيقا للائحة نظام العمل بالشركة ، أو العقد المبرم مع العامل ).
وقد يرى البعض أن المقابلة مع المخالفين لتعليمات السلامة ، مضيعة للوقت . وبالرغم من هذا الإعتقاد فإنه يجب إعطاء العامل الوقت الضرورى لإيضاح موقفه ، فإذا لم يستجب المخالف للنصح والإرشاد فإن الخطوة التالية هى الإنذار الكتابى بإتخاذ إجراءات أشد فى المرات التالية مثل الخصم من المرتب . وتعتمد نسبة الخصم المالى على جسامة الحالة طبقا للآئحة جزاءات الشركة ،فإذا لم يستجب المخالف بعد التأديب المالى ، واستمر فى تعريض نفسه وغيره للخطر أو التصرف بطريقة قد تسبب الخسائر الجسيمة للمنتجات ولمعدات الإنتاج ، ففى هذه الحالات لا يكون هناك بديل آخر إلا العرض على لجنة الفصل أو حسب لآئحة جزاءات الشركة . ويجب على الملاحظين أن يحتفظوا بسجلات دقيقة لكل الخطوات التى إتُخذت فى مواجهة المخالفات الجسيمة للسلامة ، وتعتبر الكتابة فى السجلات هامة وضرورية لتوثيق الخطوات التى أُتخذت مع المخالف ولإيضاح الفرص التى أعطيت للعامل فى حالة وقوع حادث جسيم ، كما إن هذه السجلات هامة أيضا ، إذا ما كانت هناك شكاوى أو دعاوى مرفوعة من العامل أمام القضاء ، فقد يتضرر العامل من فصله و يزعم أن الشركة قد طردته طردا تعسفيا.
ولاشك أن هناك مخالفات سلامة تحتمل الإنتظار للمرور بمراحل النصح والإرشاد والتأديب ، إلا أن هناك مخالفات لاتحتمل ذلك . فمثلا إذا تعمد العامل التدخين فى المناطق المحتمل حدوث إنفجار فيها بسبب التدخين ، فإن للشركة فى هذه الحالة المبرر القوى لإنهاء خدمة العامل فورا . فالشخص الذى يخاطر بهذا الشكل بحياته وحياة الذين يعملون معه ، لا يُعتمد عليه فى العمل .. ويجب التصرف معه بحزم وصرامة .
ولحسن الحظ ، فكما تشير الإحصائيات أن ما يقرب من 95-97 % من العمال يحاولون إتباع السلامة ويستجيبون للتدريب فى هذا المجال ، لذا فإن الإجراءات الصارمة لا ُتطبق إلا عدد قليل منهم ، ونحمد الله أن من فوائد التدريب إزالة أمثال تلك المشاكل وإقناع العامل بأهمية إتباع تعليمات السلامة فى العمل