ولا تـلـقـوا بــأيديكم
يقول سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ( الأية 195 ) "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا أن الله يحب المحسنين" هذا قرآن كريم يحثنا على التصرف الآمن والإحسان والإتقان، وألا نعرض أنفسنا للخطر، ولا نكون سبباً فى إيذاء الآخرين.
فبالرغم من أن إحصائيات حوادث العمل تشير إلى أن 90 % من أسباب الحوادث ترجع إلى التصرفات غير الآمنة التى نعرف أنها غير سليمة، ولا يجب أن نفعلها، ألا إننا نمارسها بإصرار وكأننا نلقى بأيدينا الى التهلكة.
إن إحصائيات الحوادث تشير أن مسببات الحوادث الكامنة فينا أعلى من المسببات الخارجة عن إرادتنا، أليس غريباً أن يكون الأمر كذلك!! أليس غريباً أن يكون الخطر الكامن فى داخلنا وفى تصرفاتنا أكبر وأكثر مما هو كامن فى الظروف وبيئة العمل من الماكينات والأسلاك والملوثات وخلافه ؟! ترى ما الأسباب التى تدفعنا الى التصرف غير الأمن وتعريض أنفسنا للأخطار مخالفةالتوصية الربانية التى تأمرنا بألا نلقى بأيدينا إلى التهلكة؟
هــل هــو الــغــرور؟؟؟
بعض الحوادث تشير إلى أن الغرور هو السبب، فكثيراً ما نظن أن الإصابة لن تقع لنا لأننا فعلنا ذلك عدة مرات ولم يحدث لنا شيئاً، وبالتالى قد تظن بأن مكروهاً. لن يحدث لنا هذه المرة أيضاً، والبعض يقول أنهم يعرفون أن هناك خطورة كامنة فى هذا العمل بهذه الطريقة، لكن توقع حدوث الأصابة من هذه الخطورة منخفض جداً، لأنه لم يسبق لهم أن أصيبوا..ويطمئنوك بقولهم إذا كان هناك خطا فنحن نعرف الأسلوب السليم للتغلب عليه فلا تقلق علينا...إلا أنهم ينسون أنه ليس فى كل مرة تسلم الجرة وغالباً ما يقع الحادث للمغرور أسرع مما يتصور.
هل هو الرغبة فى الاختصار ؟؟؟؟
الاختصار هو أيضاً من أسباب وقوع الحوادث فالذين يؤدون أعمالهم فى دقائق أو أقل يقولون لماذا نعطل أنفسنا بإجراءات السلامة؟ ويعطون أمثلة لذلك: تشغيل حجر الجلخ يتطلب ثلاث دقائق للانتهاء من أداء العملية ألا أن ارتداء النظارة يتطلب أكثر من خمس دقائق، لأنه على الفرد البحث عن النظارة وتنظيفها، وتغييرها اذا كان بها خدوش ويرى الفرد أنه توفيراً للوقت.... العمل بدون نظاره. والماكينة يستغرق ضبطها دقيقة واحدة، إنما مع إجراءات الغلق (Lock out )، فقد يحتاج الأمر إلى نصف ساعة، فتوفيراً للوقت يتم إلغاء إجراءات السلامة، و يقوم العامل بالقفز فوق السير المتحرك للوصول إلى مفتاح تشغيل الماتور، ظنا أن ذلك أسهل من اللف الطويل، كما تطلب تعليمات السلامة، والأمثلة كثيرة تؤكد أن الأفراد يعرفون الأسلوب الآمن إلا أنهم يعتقدون أنه الأسلوب الأطول والأكثر تعقيداً. لـذا يختصرون الأمور توفيراً للوقت والجهد.. وبالرغم من أن هذه الاختصارات قد تسبب مشاكل وقد يحدث عنها ضرراً، إلا أنهم يشجعون أنفسهم بالمجازفة والمغامرة لأنه لم يحدث لهم شيئاً بالرغم مما فعلوه من قبل.
هـؤلاء المغامرون ينسون أن الحادث ليس له موعد، وأن عدم وقوع إصابة بالرغم من التصرفات غير الآمنة ليس تبريراً لتكرار الخطأ، لأن كثيرون وكثيرون جداً غيرهم تصرفوا بنفس الأسلوب غير الآمن، فحدث لهم ما يكرهون والعاقل من إتعظ بغيره.
للمناقشة:
1- ما مظاهر الغرور فى الأعمال التى تجرى فى قسمك ( مثل عمليات اللحام أو الدهان بالدوكو).
2- أذكر بعض الاختصارات التى يفعلها الزملاء أثناء تأدية أعمالهم وما رأيك فيها.