من هو رجل الدفاع المدني ؟؟؟
تقديم : م / جمعة محمد سلامة
مدير مكتب السلامة ( المنظمة الليبية للسلامة والصحة المهنية والبيئة )
في لحظة أمان وهدوء ، والناس يعيشون حياتهم اليومية في أعمال تخدم مصالحهم ، ويعيشون في آمال جميلة في بناء مستقبل لأولادهم ، وتطوير حياتهم الإجتماعية والإقتصادية ، ويبنون بلادهم لتنعم بما سخر لهم الله تعالى من جمال للطبيعة ويلحقون أحلامهم في العيش بسلام وهناء .
فجأة تتغير الأمور وتنقلب الأوضاع ، ويحل مكان الهدوء والطمأنينة الذعر والخوف ، ويكثر الضجيج ويعلو الصراخ ... إنها الكارثة !!! ؛ سواء كانت طبيعية ( هزات ارضية ، زلازل ، فيضانات ، ... ) أو من فعل الإنسان ( حروب ، حوادث فردية ، حوادث سير ، ... ) .
الكارثة لا تميز بين طفل وامرأة ، بين شاب وعجوز ، الكل في دائرة الأزمة .
أين النجدة ؟ مَن المنقذ ؟ من يخفف الآلام ؟ من يبلسم الجراح ؟ من يرفع المعنويات ؟ من يسعف المصابين ؟ من يؤوي المشردين ؟ من يعيد الحياة إلى طبيعتها ؟ من ومن ... ؟ .
للأزمة ثلاث مراحل الأولى ساعة الصفر حيث يكون الناس في هرج ومرج ، وساعة حدوث الأزمة وهي اللحظة الأكثر إيلاماً وما بعد هدوء العاصفة وإنجلاء الصورة ، يظهر رجل واقف واثق من نفسه ناذراً روحه ودمه للتضحية ، لا يأبى المخاطر يضع نصب عينيه تحمل المسؤولية وإنقاذ المحاصرين ، وإسعاف المصابين ونجدة المشردين والملهوفين ، إنه رجل الدفاع المدني الذي يمتهن خوض غمار البحار والدخول في دهاليز الأبنية المدمرة ، والولوج في نار الحرائق ، ورجل الحروب والنزاعات العنصرية والسياسية ، لا هوية له ، كافة الناس في طيات إسعافه ، لا عدو له أثناء الأزمة سوى الدمار والخراب ، فهو المتعايش في كافة الظروف والعوامل الطبيعية ، ومع كافة أجناس البشر بعيداً عن الطائفية والمذهبية .
(( رجل الدفاع المدني هو العين الساهرة أثناء الهدوء والمكافح والمضحي أثناء الأزمة )) .
كيف وصل هذا الرجل الشجاع إلى هذه المرحلة ؟
الجواب أنه لا بد لهذا العنصر البشري الذي نذر نفسه للعمل الإنساني من أن يدرّب نفسه معنوياً وجسدياً للتصدي للمخاطر وأداء واجبه الإنساني على أكمل وجه ، وأن يتحلى بأفضل الصفات الإنسانية وأفضل المهارات ، وأن يتجهّز بأفضل الوسائل والتجهيزات التي تساعده على مواجهة المخاطر وما ينتج عنها من ويلات وخسائر مادية وبشرية .
الدفاع المدني مثله كمثل سائر الوظائف ، له مبادئه وقواعده ونظرياته ، هو ليس هواية ، ولا خدمة تطوعية لمضيعة الوقت ، إنه صمام الأمان للمواطن ، ويقع على عاتقه حمل كبير من الدورات التدريبية التي يجب أن يخضع لها ، والتي تخوّله تقديم الأفضل والأجود في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والإغاثة وإدارة الأزمات .
دورات الدفاع المدني :
يبدأ عنصر الدفاع المدني عالمه إلى جانب الدورات المهنية والمهارات بتطوير الجانب النفسي الذي يلعب دوراً أساسياً في الثبات في ميدان الأزمة ، مندفعاً لمد يد العون والمساعدة دون تهوّر بخطى ثابتة ومدروسة ، واضعاً أمامه هدفه السامي وهو إيصال المنكوبين إلى بر الأمان لمواصلة حياتهم الطبيعية .
ولهذا فعنصر الدفاع المدني يخضع للدورات حسب القسم التخصصي الذي ينتمي إليه بكافة تفاصيلها .
والدورة هي بمثابة تطوير لقدراته لأن الحماية الشخصية ، كما يعرف الدفاع المدني هي فطرية تخلق مع الإنسان ، حيث كان يؤمّن لنفسه الحماية من المخاطر الطبيعية باللجوء إلى الأشجار أو المغاور وتطور العمل حتى عالمنا الحاضر ليصبح علماً له فنونه الخاصة وأساليبه المختلفة وتجهيزاته المتطورة .
إضافة إلى الدورات التدريبية هناك ورش العمل المستمرة ، والمناورات الميدانية ، والدورات الإدارية للمدراء ، وقيادة السيارات ، وقوانين السير لسائقي سيارات الإسعاف ، بالإضافة إلى التدرب في المستشفيات ( غرف الطوارئ ، العمليات ، ... ) .
ويبقى على عاتق المسعف أن يتحلى بصفات تميزه عن الآخرين أثناء الأزمات ليكون : مواسياً ، ماهراً ، سريعاً غير متسرع ، واثقاً من نفسه غير معتمد على الآخرين ، ذا إرادة قوية ، لا يلوم نفسه ويبقى مسيطراً عليها ، ويجيد التعبير عن الأحاسيس للآخرين ، ويعود إلى الحياة الطبيعية بعد أي حادث .
أتمنى السلامة للجميع ...
المدرب / جمعة محمد سلامة ... وصورة تذكارية بمقر هيئة السلامة الوطنية / مصراتة ( ديسمبر 2010 )
عناوين التواصل :
فاكس : 00218.217312288
موبايل : 00218.926089007
إيميل : salama1975@gmail.com
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/Salama1975
صفحة تويتر : https://twitter.com/salama2004
قناة اليوتيوب : www.youtube.com/channel/UClye7eoBBmBqyPklwoka5Mg
تقديم : م / جمعة محمد سلامة
مدير مكتب السلامة ( المنظمة الليبية للسلامة والصحة المهنية والبيئة )
في لحظة أمان وهدوء ، والناس يعيشون حياتهم اليومية في أعمال تخدم مصالحهم ، ويعيشون في آمال جميلة في بناء مستقبل لأولادهم ، وتطوير حياتهم الإجتماعية والإقتصادية ، ويبنون بلادهم لتنعم بما سخر لهم الله تعالى من جمال للطبيعة ويلحقون أحلامهم في العيش بسلام وهناء .
فجأة تتغير الأمور وتنقلب الأوضاع ، ويحل مكان الهدوء والطمأنينة الذعر والخوف ، ويكثر الضجيج ويعلو الصراخ ... إنها الكارثة !!! ؛ سواء كانت طبيعية ( هزات ارضية ، زلازل ، فيضانات ، ... ) أو من فعل الإنسان ( حروب ، حوادث فردية ، حوادث سير ، ... ) .
الكارثة لا تميز بين طفل وامرأة ، بين شاب وعجوز ، الكل في دائرة الأزمة .
أين النجدة ؟ مَن المنقذ ؟ من يخفف الآلام ؟ من يبلسم الجراح ؟ من يرفع المعنويات ؟ من يسعف المصابين ؟ من يؤوي المشردين ؟ من يعيد الحياة إلى طبيعتها ؟ من ومن ... ؟ .
للأزمة ثلاث مراحل الأولى ساعة الصفر حيث يكون الناس في هرج ومرج ، وساعة حدوث الأزمة وهي اللحظة الأكثر إيلاماً وما بعد هدوء العاصفة وإنجلاء الصورة ، يظهر رجل واقف واثق من نفسه ناذراً روحه ودمه للتضحية ، لا يأبى المخاطر يضع نصب عينيه تحمل المسؤولية وإنقاذ المحاصرين ، وإسعاف المصابين ونجدة المشردين والملهوفين ، إنه رجل الدفاع المدني الذي يمتهن خوض غمار البحار والدخول في دهاليز الأبنية المدمرة ، والولوج في نار الحرائق ، ورجل الحروب والنزاعات العنصرية والسياسية ، لا هوية له ، كافة الناس في طيات إسعافه ، لا عدو له أثناء الأزمة سوى الدمار والخراب ، فهو المتعايش في كافة الظروف والعوامل الطبيعية ، ومع كافة أجناس البشر بعيداً عن الطائفية والمذهبية .
(( رجل الدفاع المدني هو العين الساهرة أثناء الهدوء والمكافح والمضحي أثناء الأزمة )) .
كيف وصل هذا الرجل الشجاع إلى هذه المرحلة ؟
الجواب أنه لا بد لهذا العنصر البشري الذي نذر نفسه للعمل الإنساني من أن يدرّب نفسه معنوياً وجسدياً للتصدي للمخاطر وأداء واجبه الإنساني على أكمل وجه ، وأن يتحلى بأفضل الصفات الإنسانية وأفضل المهارات ، وأن يتجهّز بأفضل الوسائل والتجهيزات التي تساعده على مواجهة المخاطر وما ينتج عنها من ويلات وخسائر مادية وبشرية .
الدفاع المدني مثله كمثل سائر الوظائف ، له مبادئه وقواعده ونظرياته ، هو ليس هواية ، ولا خدمة تطوعية لمضيعة الوقت ، إنه صمام الأمان للمواطن ، ويقع على عاتقه حمل كبير من الدورات التدريبية التي يجب أن يخضع لها ، والتي تخوّله تقديم الأفضل والأجود في مجالات الإسعاف والإنقاذ والإطفاء والإغاثة وإدارة الأزمات .
دورات الدفاع المدني :
يبدأ عنصر الدفاع المدني عالمه إلى جانب الدورات المهنية والمهارات بتطوير الجانب النفسي الذي يلعب دوراً أساسياً في الثبات في ميدان الأزمة ، مندفعاً لمد يد العون والمساعدة دون تهوّر بخطى ثابتة ومدروسة ، واضعاً أمامه هدفه السامي وهو إيصال المنكوبين إلى بر الأمان لمواصلة حياتهم الطبيعية .
ولهذا فعنصر الدفاع المدني يخضع للدورات حسب القسم التخصصي الذي ينتمي إليه بكافة تفاصيلها .
والدورة هي بمثابة تطوير لقدراته لأن الحماية الشخصية ، كما يعرف الدفاع المدني هي فطرية تخلق مع الإنسان ، حيث كان يؤمّن لنفسه الحماية من المخاطر الطبيعية باللجوء إلى الأشجار أو المغاور وتطور العمل حتى عالمنا الحاضر ليصبح علماً له فنونه الخاصة وأساليبه المختلفة وتجهيزاته المتطورة .
إضافة إلى الدورات التدريبية هناك ورش العمل المستمرة ، والمناورات الميدانية ، والدورات الإدارية للمدراء ، وقيادة السيارات ، وقوانين السير لسائقي سيارات الإسعاف ، بالإضافة إلى التدرب في المستشفيات ( غرف الطوارئ ، العمليات ، ... ) .
ويبقى على عاتق المسعف أن يتحلى بصفات تميزه عن الآخرين أثناء الأزمات ليكون : مواسياً ، ماهراً ، سريعاً غير متسرع ، واثقاً من نفسه غير معتمد على الآخرين ، ذا إرادة قوية ، لا يلوم نفسه ويبقى مسيطراً عليها ، ويجيد التعبير عن الأحاسيس للآخرين ، ويعود إلى الحياة الطبيعية بعد أي حادث .
أتمنى السلامة للجميع ...
المدرب / جمعة محمد سلامة ... وصورة تذكارية بمقر هيئة السلامة الوطنية / مصراتة ( ديسمبر 2010 )
عناوين التواصل :
فاكس : 00218.217312288
موبايل : 00218.926089007
إيميل : salama1975@gmail.com
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/Salama1975
صفحة تويتر : https://twitter.com/salama2004
قناة اليوتيوب : www.youtube.com/channel/UClye7eoBBmBqyPklwoka5Mg