وسائل الوقاية الصناعية الحديثة
تقديم : م / جمعة محمد سلامة
مدير مكتب السلامة ( المنظمة الليبية للسلامة والصحة المهنية والبيئة )
إيمانا باستخدام التقنية العصرية الحديثة التي توصل إليها خبراء الوقاية الصناعية في علوم البيئة ، حيث يعمل هؤلاء الخبراء دائما باستمرار على تطوير هذه العلوم وما يتعلق بها من شون إدارية وفنية وتطبيقات عملية بما يتمشى والتعقيد الصناعي المتطور يوما بعد أخر .
عليه يتوجب علينا إدخال منظومات الحماية والوقاية الصناعية الحديثة بجميع المصانع والمرافق والمنشآت الصناعية مستقبلا ، وذلك علاوة على اختيار المعايير القياسية الدولية المناسبة والملائمة بما يتفق وطبيعة البيئة الليبية ومستوى الوعي الصناعي والتطور الاجتماعي في بلادنا طبقا لدراسات علمية مناسبة في هذا المضمار .
وعلى سبيل التوعية والتعريف بوسائل الوقاية الصناعية الحديثة نشير إلى الأمثلة التالية :
أ. أجهزة التفتيش والتسجيل الالكتروني :
وتستخدم هذه الوسائل من قبل رجال الأمن الصناعي لغرض السيطرة على حركة دخول وخروج الأفراد والمركبات والمواد بالبوابات الرئيسية والصناعية والأماكن الخاصة ويتم ذلك بواسطة استعمال الأشعة الحمراء والمساحيق الكيماوية الخاصة والألوان الفسفورية وشارات التعريف والتصاريح المشبعة مغناطيسيا بأرقام خاصة ورموز سرية معينة والتي يسهل باستخدامها التعرف على هوية الأفراد والمركبات والمواد المسرح لها بالدخول والخروج من وإلى المناطق إدارية والصناعية والمحظورة بجهة العمل وحصر هذه البنود والتعرف على أية معلومات مطلوبة بشأنها في الأحوال العادية العامة والطارئة وفي ظروف الحرب والسلم ، وخاصة وإن بعض منشأتنا الصناعية تختص مئات الأشخاص وبعضها يختص ألاف الأشخاص من المنتجين ومن مستخدم الشركات الاستشارية والمتعهدة والزوار و ألاف البنود من المعدات وقطع ومستلزمات العمل المختلفة .
ب. منظومة الإنذار المبكر لأغراض الحماية :
وتتكون هذه المنظومة من الوسائل التالية :
1. السياج الرئيسي أو الطوق الالكتروني :
هناك عدة أنواع للمنظومات الالكترونية منها ما يعمل بفعل التأثر بالاهتزازات الصوتية أو الحركية أو وزن الأشياء والأجسام التي قد تخترق هذا الطوق أو الحاجز الخاص ومنها ما يعمل بكيفية مشابهة لتحقيق نفس الغرض كمنظومات طوق الأشعة تحت الحمراء والموجات السنتيمترية والكهرومغناطيسية والذبذبات اللاسلكية .
وتعمل هذه المنظومات من خلال ربطها بحجرات المراقبة أو مراكز الحماية بموجب إشارات ضوئية أو ذبذبات لاسلكية معينة يتم بفعلها معرفة وتحديد موقع الاختراق لأي من هذه الأطواق على الطبيعة ما خوذا في ذلك اعتبارات كافة العوامل الطبيعية كالطقس أو الطيور والحيوانات .
2. منظومة الدائرة المرئية المغلقة :
تتكون هذه الدائرة من عدسات والآلات التصوير المرئي الثابتة والمتحركة والشاشات المرئية وأجهزة التحكم للسيطرة بواسطتها على عدسات التصوير قصد مسح المنطقة من داخل مراكز المراقبة بحجرات مراقبة الطوارئ والبوابات الرئيسية والصناعية وأية مواقع أخرى داخل جهة العمل يراد إخضاعها لعملية المراقبة المؤقتة أو المستمرة طبقا لأهمية معينة أو لاحتوائها على مواد ومخاطر للسلامة ولكونها أماكن محظورة .
ويتم توزيع وحدات هذه المنظمة وفقا لمخطط هندسي خاص ودراسة أمنية معينة بما يضمن تحقيق الغرض الرئيسي لإدخالها بأي من المرافق الصناعية والأهداف الحيوية الهامة اقتصاديا وسياسيا .
3. الخرائط الضوئية وأجهزة الإنذار الضوئي :
باستخدام هذه الوسائل يتم تحديد جهة ومكان ومصدر الإنذار بحجرات ومراكز المراقبة ، وذلك بواسطة أجهزة ووسائل الإنذار المشار إليها في البند رقم (1) سالفا ، ومن ثم يسهل تحديد مجموعات الآلات التصوير المرئي التي تتحكم في مراقبة منطقة معينة ضمن الإنذار المبكر حيث يمكن التعرف على مسبب أو فاعل الاحتراق الذي تسبب في إرسال إشارات الإنذار المعينة ، وبواسطة تعديل أجهزة التحكم يتم تعديل عدسات الآلات التصوير الكترونيا لتوضيح شكل أو صورة الفاعل وبالتالي يتولى مراقب هذه الأجهزة عملية الاتصال بدوريات الحماية لرجال المن الصناعي وإرشادهم إلى مكان أو الموقع المعني بالأمر بالتحديد في أقل ما يمكن من الوقت والجهد ، كما يمكن في نفس الوقت استخدام هذه الخرائط والشاشات المرئية لمتابعة ومراقبة تحركات رجال دوريات الحماية للمن الصناعي للتأكد من وصولهم إلى الموقع والأهداف المحددة على هذه الخرائط وما يناظرها على الطبعة وخاصة في حالات الطوارئ .
4. أجهزة الاتصال اللاسلكي والدوائر الهاتفية المغلقة :
يتم بواسطة هذه الأجهزة الاتصال برجال الحماية للأمن الصناعي أينما كانوا في نطاق دائرة منظومة الاتصال اللاسلكي المعينة لغرض الاستجابة إلى جهة الإنذار قصد التأكد من الشيء أو الجسم الذي سبب في إحداث الاختراق لطوق الحماية أو مجال أجهزة الإنذار المبكر حتى يمكن اتخاذ ما يلزم من إجراء مناسب حيال الموقف ، وذلك إلى جانب أهمية توفير الاتصال الجيد والسريع للأشخاص الذين تقتضي طبيعة أعمالهم سرعة التحرك والاستجابة ، مثل عناصر أجهزة الوقاية الصناعية والعناصر القيادية والفنية المتخصصة في الأحوال العادية والطارئة خاصة إذا ما أخذ في الاعتبار عامل الزمن وفاعليته في معالجة الأمور ذات الخطورة المعنية أو لأسباب عاجلة أو طارئة .
5. إنارة الحماية :
إن إنارة الحماية بمواصفاتها الفنية الخاصة تمثل إحدى الوسائل الأمنية والوقائية للمصانع والمنشآت الصناعية فمنها ما يرتبط بمنظومات الإنذار المبكر قصد إرهاب المتسللين عند محولة اختراقهم لطوق أو مجال الحماية في العينات المشار إليها سالفا ، ومنها ما هو مستخدم للإنارة طبقا لاشتراطات الحماية والسلامة العامة بمواقع ومراكز خاصة وعلى سبيل المثال لا الحصر بوابات الدخول لوحدات التشغيل والتصنيع وخزانات وساحات المنتوج ومرافق الشحن والتفريغ بالموانئ النفطية والمرافق العامة ومناطق التخزين ومراكز أجهزة ومراكز أجهزة الاتصال ومراقبة الطوارئ ومحطات توليد الطاقة ومحطات تحليه المياه ومراكز مضخات دخول وخروج مياه البحر إلى هذه الوحدات وإلى غير ذلك من أماكن ومواقع عمل تختلف باختلاف طبيعة نشاطات التشغيل والتصنع القائمة بجهة العمل وذلك إلى جانب المنشآت المدنية والمرافق الحيوية ذات أهمية اقتصادية وسياسية معينة ومستوى مخاطر السلامة والنواحي الأمنية بهذا المصنع أو تلك المنشأة .
ج. منظومات أقفال ومفاتيح الحماية :
تمتاز هذه المنظومات عن غيرها من الأقفال والمفاتيح التجارية العامة بتقنية عملية خاصة حيث أنه باستخدام مثل هذه المنظومات يمكن إخضاع عدة منظومات يشتمل كل منها على مئات الأقفال المختلفة تحت فاعلية مفتاح مركزي واحد ومن هذه المنظومات الرئيسية يمكن خلق منظومات فرعية متفاوتة في نطاق الفاعلية لكل مفتاح منها طبقا لدرجات السلم التنازلي للشكل الهرمي أي من القمة إلى القاعدة ، بحيث يتحكم في كل منظومة منها مفتاح فرعي خاص بها ، وذلك تمشيا والتقسيم الإداري للمصنع الواحد أو مجموعة المصانع أو الشركة الواحدة والفروع والإدارات التابعة بما يتفق والصلاحيات الإدارية وطبيعة نشاط العمل المرتبطة بأي منها وخاصة من حيث الخطورة السرية أو النواح المادية والاقتصادية ، هذا علاوة على فاعلية هذه المنظومات في حالات الطوارئ لفتح أي قفل ينطوي تحت هذه المنظومات بفعل المفتاح المركزي الرئيسي المستخدم للمصنع أو المجمع أو الشركة وفروعها .
كما تمتاز مثل هذه المنظومات ببساطة التعامل معها في عمليات التركيب والصيانة والتوزيع والبرمجة وإعادة التشبيع للعمليات الميكانيكية لأي من أقفالها وسرعة الاستبدال إلى غير ذلك من أمور فنية تقتضيها متطلبات الاستخدامات الواسعة لمثل هذه المنظومات ومن أمثلة هذه المنظومات المعنية بالأمر تلك المستخدمة في كل من شركة سرت للزيت ومصفاة الزاوية ومجمع رأس لأنوف لتصنيع النفط والغاز .
د. النظم الإدارية للوقاية الصناعية :
إن النظم الإدارية لأجهزة الوقاية الصناعية تتفاوت وتتنوع من مصنع إلى آخر أو من شركة إلى أخرى طبقا لطبيعة نشاطات العمل المرتبطة بها وشدة مخاطر الحكاية والسلامة العامة بأي منها ، إلا أنه يمكن القول بصفة مختصرة بأنها تتمثل في الكوادر الإدارية الجيدة واللوائح والتعليمات الهادفة والقواعد والنظم الواضحة والنماذج الإدارية المبسطة والمنسقة ، وذلك لدواعي النواحي الأمنية والسلامة العامة وأهم هذه النماذج لسبيل المثال هي تصاريح العمل و أذونات ممارسة نشاطات العمل المختلفة والمعروفة صناعيا (بتصاريح أذونات العمل) والتي يشترط تطبيقها والالتزام التام بتقيداتها وأحكامها بأي مرفق صناعي مهما كانت طبيعة نشاط العمل المرتبطة به ، وذلك طبقا لاشتراطات قواعد ونظم الوقاية الصناعية وضمانا لتوفير الظروف الأمنية لمحيط العمل وعناصر الإنتاج وتحديدا للمسئولية الإدارية والفنية بين الجهة المشرفة على العمل والجهة المنفذة له .
ومن المعلوم بأن النظم الإدارية البسيطة والسليمة والجيدة تعتبر أداة فعالة من بين أنظمة توصيل المعلومات بين عناصر وحدات المنظمة الواحدة في أقل وقت من الزمن والجهد المبذول بما يؤمن المحافظة على سلامة الطاقات البشرية والعناصر المادية لوحدات العمل المختلفة داخل هذه المنظمة حتى إن بعض الشركات الصناعية المتقدمة في العالم تقوم على برمجة كل ما يمكن برمجته من هذه الأنظمة الإدارية باستخدام العقل الآلي ، وذلك حتى تتمكن من اختصار عامل الزمن والجهد المبذول لتغطية الأحوال والمواقف التي تتطلب سرعة الإجراء واتخاذ القرار في الأحوال العادية والطارئة .
هذا بالإضافة إي استخدام النظم الإدارية كوسائل للفرز والتبويب والتخزين وما شابه ذلك يدويا أو الكترونيا تمشيا وأهمية بنود هذه المنظمة الإدارية وخطورتها في تسهيل الإجراءات ونشاطات العمل المختلفة القائمة عليها .
ه. منظومة الإنذار المبكر لمكافحة الحرائق :
تعمل هذه المنظومة بكيفية مشابهة لمنظومة الإنذار المبكر للحماية إلا أنها في هذه الحالة تعمل أجهزة الإنذار بفعل تأثرها باللهب أو الحرارة أو الدخان أو الغازات وبالتالي تتحكم هذه الأجهزة بوسائل مختلفة أوتوماتيكيا أو الكترونيا في تسليط وقذف مواد إخماد الحرائق كمركب السائل الرغوي أو المسحوق الجاف أو رذاذ الماء أو غاز الفحم (ثاني أكسيد الكربون) أو غاز الهالون ، بمجرد تأثرها المباشر بأحد العوامل السالفة الذكر .
ويتم توزيع هذه الأجهزة طبقا لمواصفات ومعايير قياسية عالية متفق عليها ضمن اشتراطات مكافحة الحرائق والسلامة العامة عند استخدامها بوحدات التشغيل والتصنيع والمرافق العامة والإنشاءات المدنية المختلفة التابعة لهذه الوحدات وتتصل هذه الأجهزة بوسائل تقنية مشابهة لمنظومات الإنذار المبكر لأغراض الحماية بمراكز وحجرات المراقبة لمحيط مكافحة الحرائق وحجرات مراقبة الطوارئ والتي تمثل من الناحية العلمية مراكز مراقبة وسيطرة أشبه بغرفة العمليات العسكرية ، حيث يتم فيها السيطرة الثابتة لمعالجة ومكافحة كافة الحوادث وحالات الطوارئ طبقا لخطة الطوارئ العامة لأي مرفق صناعي .
نتطلع لمواكبة كل تطور علمي ...
المدرب / جمعة محمد سلامة ... وصورة أثناء زيارته ( معرض ليبيا السنوي الرابع للأمن والسلامة ... طرابلس / ديسمبر 2012 )
عناوين التواصل :
فاكس : 00218.217312288
موبايل : 00218.926089007
إيميل : salama1975@gmail.com
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/Salama1975
صفحة تويتر : https://twitter.com/salama2004
قناة اليوتيوب : www.youtube.com/channel/UClye7eoBBmBqyPklwoka5Mg